قصة نجاح - 23 أغسطس 2017
2021-10-23 612
مرّ في تاريخ البشرية أشخاص تركوا أثرًا في الخالفين ، وكان أثرهم مما يستحق أن يُشاد به ؛ لما يبعثه في النفوس من تغيير نحوالأفضل.
من هؤلاء الملهمين المؤثرين (جاك ما) الذي وُلِدَ في عام 1945م في مدينة هانقتشو بمقاطعة تشيجيانغ الصينية لعائلةٍ فقيرة مكونة من ثلاثة أبناء ، وكان له الكثير من الأحلام منذ طفولته. تمكن هذا الفتى من إجادة اللغة الإنجليزية من خلال احتكاكه بالسياح الأجانب الذين تكاثر عددهم في مدينته بعد أن اشتهرت نتيجة لزيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لها في عام 1972م.
وبعد حصوله على الثانوية قرر الالتحاق بالجامعة ، وفشل في البدايةِ إلا أنّ ذلك لم يمنعه من تطوير لغته الإنجليزية ثم تمكّنَ لاحقًا من دخول الجامعة والتخرج فيها أستاذًا للغة الإنجليزية براتب 12 دولاراً في الشهر . ومع ذلك ظلّ يراوده حلمٌ آخر وهو أن يعمل في التجارة. لم يحالفه الحظ في البداية حيث قدم أكثر من 30 طلبًا للسفر لأمريكا ولم يحظَ بالموافقة ! ، وعند بداية نشاط مطاعم كنتاكي في الصين تقدم مع مجموعة من زملائه للعمل بها فتم قبولهم جميعًا ماعدا اثنين كان جاك أحدهما !، وبعدها حاول التطوع في شرطة المدينة ضمن مجموعة من المتطوعين ، وكان نصيبه الرفض .
ولكنه مع كل ذلك لم ييأس ، وبدأ يفكر في استغلال مهاراته في اللغة الإنجليزية فتمكن من السفر الى مدينة سياتل في ولاية واشنطن والتعاقد مع شركة للترجمة ، وهناك تعرف على عالم الإنترنت لأول مرة وذُهِلَ لأن الشبكة لا تحتوي أيّ معلومات عن الصين. وهنا بدأ يكبر لديه حلم تأسيس شركة على الإنترنت للتجارة الإلكترونية فقام بتأسيسها عام 1999م وأطلق عليها اسم «علي بابا» واتخذ من منزله مقرًّا لها، وفي العام نفسه حصل على دعم مالي من مجموعة «جولد مان ساكس» الاستثمارية مقداره 5 ملايين دولار وبعدها استطاع الحصول على دعم آخر مقداره 20 مليون دولار.
وكان جاك يعمل بلا كلل طوال اليوم خلال أيام الأسبوع ومما ميزَّه إيمانه بجودة العمل وكسب ثقة العميل، وعلى الرغم مما حدث في الإنترنت في الأعوام 2000 و 2001 مما اضطره إلى تسريح بعض العاملين إلا أنّه بعد عامين عاد من جديد لتصبح شركته أكبر سوق عالمي، وشهد سهم الشركة عند طرحه إقبالاً هائلاً رفع قيمة الشركة لأكثر من 230 مليار دولار لتصبح واحدة من أكبر الشركات المدرجة في بورصة نيويورك متفوقة على شركات كبيرة مثل انتل وسامسونج ، وأصبح جاك أغنى شخص في الصين بثروة تصل إلى 21.9 مليار دولار ويحتل المرتبة 34 بين أغنياء العالم حسب مجلة بلوم بيرغ. ومن مقولاته الجميلة «لا أرغب أن أكون محبوباً بقدر رغبتي أن أكون محترماً».
تلك قصة من قصص النجاح ، أردت منها أن أُنَبِّهَ شبابنا إلى أن اليأس لا يكون سلوكاً للجادّين والحمد لله أن ديننا الإسلامي حثّ على عدم اليأس.